الاثنين، 28 مايو 2012

بيان العائلات والأسر التارقية المُهجرة قسراً من غدامس،والنازحة إلى مدينة درج


بسم الله الرحمن الرحيم:


الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سِواه...

والصلاةُ والسلام على سيدنا محمد ومن والاه....

     نحن  الأُســر والعائلات النازحين والمهجرين الطوارق من غدامس ،وقد اعتصمنا بالله أولاً ثم بهذا المكان بمدينة درج الأبية المجاهدة وقلوبنا تقطر دماً ويعتصرها الألم والمرارة،نُناشد أصحاب الضمائر الحية وأهل النخوة والكرامة والشرف من أبناء ليبيا الحبيبة ،وكافة الشُرفاء ومن تهمهم آدمية الإنسان وحقه في العيش على الأرض وتحت الشمس،نُناشد كل ذي قلبٍ به رحمة،وكل ذي عينٍ بصيرة أو ألقى السمع وهو شهيد، نُناشدكم للاستماع إلى أنَّاتِ الجرحى وآهات الثكالى وبكاء الأطفال وعويل النساء وحسرات الشيوخ والعجزة والمقعدين وهُم يستصرخونكم جرَّاء ما عانوه من تقتيلٍ وتعذيبٍ وتنكيلٍ بل وتمثيلٍ بجثت القتلى ،وتصفيةٍ لعدد من الجرحى بأساليبَ غاية في الوحشية ،تجردت حتى من الإنسانية.

أين الرجال العقلاء الذين عرفناهم في غدامس وتعايشنا معهم لقرونٍ طويلة ؟،أين الذين كنا نحرسهم ونحافظ على ممتلكاتهم وسلامة قوافل تجارتهم على مدى قرون حتى أصبح لغدامس هذا الصيت!؟؟

ماذا فعلنا  حتى يُفْعَلَ بنا هذا...؟؟؟

     ولأن ما جرى لنا في غدامس أمرٌ غايةٌ في الخطورة،ويُشكل بدايةً لَمُخططٍ كبيرٍ يُرادُ به زعزعة أمنَ ليبيا وضرب وحدتها الوطنية،بل ويشكل خطراً على دُول الجوار.

     ولذلك كله ننبه ونؤكد على ما يلي:-

أولاً- إن ما جرى ضد الطوارق في غدامس هو جريمةٌ ضد الإنسانية يجب مُتابعتها والتحقيق فيها محلياً ودولياً لأن خيوطها مُتشعبة.

ثانياً- إن التصرفات اللا إنسانية  واللا أخلاقية ضد الطوارق من قِبل الغدامسية ترقى إلى مستوى التطهير العِرقي المُمنْهج وآخر تصعيدٍ لهُ تمَّ على أيادي النساء والأطفال والشباب المسلح.

ثالثاً- ندعو أولاً الأجهزة المختصة في الدولة الليبية لِتحمُّل مسؤولياتها لِرفع الظُلم والقهر والغُبن عنَّا إن كانت قادرة على ذلك.

رابعاً- ندعو منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في ليبيا لتحمل مسؤولياتها.         

خامساً- ندعوا إخواننا من أبناء الشعب الليبي العظيم إلى تفهُّم قضيتنا عن قُربْ بعيداً عن التضليل الإعلامي ،وقلْب الحقائق وتشويه صورة الطوارق تحت ذرائع واهية لم تعُد تنطلي على أحدٍ إلا قائليها.

سادساً- نُثمِّن عالياً الأصوات الشُجاعة التي صدحت بالحق والحقيقة ،وبيّنت ما كان خافياً على الآخرين.

سابعاً- ندعوا الهيئات والمنظمات الدولية وخاصةً المعنية بحقوق الإنسان للتدخل العاجل والتحقيق في الموضوع.

ثامناً- نؤكد للقاصي والداني أن الطوارق قادرون على الرد وأخذ حقوقهم كاملةً غير منقوصة وبالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب ،ونحتفظ بحقنا في ذلك.

تاسعاً- إن لجوءنا  إلى ضبط النفس مردُّه إلى المحافظة على أمن ليبيا وسلامة أراضيها الذي هو دَيْدَنُنا ولكن ذلك لن يطول.

عاشراً- إنَّ التاريخَ خيرُ شاهِدٍ على أصالتنا وانتمائنا لهذه الأرض العزيزة (ليبيا) ولن نُفرِّط فيها مهما مُورس ضدنا من ضغوط،لأن انتمائنا لها انتماءاً مصيرياً لا نفعياً كما هو حالُ البعض ،ودفعنا ثمنَ ذلك قوافل من الشهداء في معارك الجهاد جنباً إلى جنب مع القبائل الليبية الشريفة ،في حِين ترك البعض الساحة وذهبوا يقتاتون من فتات موائد أسيادهم في دول الجوار مقابل أعمال وضيعة كخدمٍ للمنازل وغيرها.

حادي عشر- إننا نُثمن الجهود التي بُذلت سابقاً من أجل حل المشكلة ولكن ما جرى أخيراً أعاد الأوضاع إلى ما قبل المربع الأول...

     فيا ضمير العالم...إننا نُناشدكم أن تفعلوا شيئاً مِن أجلنا ،وإن لم تفعلوا... فقد بلّغْنا ...

                             اللهُم فاشْهد ...اللهُم فاشْهد ...اللهُم فاشْهد...

... وعلى الباغي تدور الدوائر ...




أُسْر وعائِلات الناَزِحِين والمهجَّرين الطوارق من غــدامس.

صدر في مدينة درج الجمعة
2012-05-25


اللجنة الإعلامية لطوارق غدامس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق