الثلاثاء، 29 مايو 2012

غدامس الحضارة ...غدامس التاريخ ...غدامس الثقافة!

بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته المشهورة في حجة الوداع قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى مع الصديقين والشهداء –صلى الله عليه وسلم- :
((إن الحمد للهّ نَحمده ونَستغفره ونَتوب إليه؛ ونعوذ بالله من شرُور أنفسنا، ومن سَيئات أعمالنا، مَن يَهْد اللّه فلا مُضِلِّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له وأَشهد أن لا إله اللّه وحدَه لا شريك له، وأنّ محمداً عبدُه ورسولُه. أُوصيكم عبادَ اللهّ بَتْقوى اللّه، وٍ أَحثُّكم على طاعته، وأَسْتَفْتح بالذي هو خير. أما بعد، أيّها الناس، اسمعوا منّي أبيّنَ لكم، فإني لا أدري لعليّ لا أَلْقاكم بعد عامي هذا في مَوْقفي هذا. أيها الناس، إن دماءكم وأموالَكم عليكم حَرام إلى أن تَلقوا ربَّكم، كحُرمة يومكم هذا في شَهركم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بَلّغت، اللهم اشهد…….))…إلى آخر الخطبة…
والمقصود من هذه المقدمة المتواضعة تبيان قليل من كثير مما هو أصل في ديانة المسلم الحق، الملتزم الحق ،السلفي الحق،وهي أتباع أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم والانتهاء عن ما نهى عنه، وهنا في زمن الفتن هذه الطاحنة التي لا تبقي ولا تدر، نجد من يحلل ما حرم الله ورسوله بحجج واهية لتبرير جرائمه وإجرامه.
فدم المسلم وماله وعرضه حرام ، كحرمة يوم خطب رسولنا المصطفى خطبته التي كان يودع فيها هذه الدنيا الفانية موصياً أحبابه ،رحمةً بهم وخوفاً عليهم مما هو آتٍ من فتن ؟،نسأل الله أن يحفظنا مما ظهر منها وما بطن.
وللأسف نجد في أحداث مدينة اغدامس ،وما حاق بأهلنا من إيموهاغ من ظلم وحيف على يد مليشيات حاقدة عنصرية مجرمة،استغلت غياب قوانين الدنيا الوضعية ، وتناست قوانين الله التي لا تغيب في الدنيا ولا في الآخرة، وحينها نزلت كروب شديدة على قومنا إيموهاغ وينغديمس على يد عرب المدينة القديمة(ويسمون انفسهم الغدامسية) الذين استغلوا الفراغ القانوني والسياسي في ليبيا عامةً وفي اغدمس خاصةً فحشدوا حقدهم وجهلهم وشياطين انسهم وجنهم ليحاصروا كل ما هو أماهاغ ،قتلاً وتشريداً وإنتهاكاً لأبسط حقوق الإنسان المسلم،في زمن ينادى فيه حتى غير المسلمين بحفظ آدمية الإنسان وكرامته.


والأدهى والأمر ما نراه من هجمة همجية شرسة إعلامية واجتماعية وسياسية متصاعدة لتشوية الحقائق وتزويرها،وتغييب المظالم التي نزلت علينا إبتلاءات يمتحن الله بها عباده من بناء أمازيغ إيموهاغ وينغديمس في مأساة لم يشهد أجدادهم مثلها حتى أيام صراعهم ضد الغازٍ الصليبي الكافر،وتشهد الأرض التي نمشي عليها بأنهم دفعوا دمائهم الغالية مهراً لأفراح حريتها وكرامتها.ولله الحمد والمنة فالتاريخ يشهد!
والأنكى والأدهى –يا رعاكم الله- ما نراه ممن يدعي التدين والالتزام، وهنا لنا مقال: فلا شك أن مدينة غدامس إن ذُكرت في ليبيا أو غيرها يُذكر معها التمدن والتدين والحضارة التي هي مظاهر لا أنكر وجودها في هذه المدينة، ولكن شتان بين المظهر والمخبر، وشتان بين الليل والنهار،والظلمات والنور!
نرى في اغدامس أشباه المتدينيين وأشباه الملتزمين وأشباه المثقفين يُسيِّرُونَ دفة سفينة الحقد التي إن عاجلاً أو آجلاً ستهوي بكل ركابها صالحهم وطالحهم –إن لم يتداركها الصالحون وهم قليل - في قرارة الضياع، ونرى بشائر ذلك،فقدر الله أن يمهل الظالمين وأن يملى للمغترين بأنفسهم، حتى حين…فهو وحده حسبنا ونعم الوكيل.
حسبنا الله في هؤلا الذين يكبرون الله ويهدمون ويحرقون ويقتلون وينهبون ،ثُم يزورون الحقائق ،والله ورسوله ودينه أكبر مما يمكرون.


وأنا شخصياً أستغربت ما قامت به مليشياتهم العنصرية من تدمير وقتل ونهب،حتى سمعت من بعض الثقاة- وقليل ما هم- أن شيخهم السلفي أبو طلحة قد افتى لهم يوم غزوة(الظهرة) بأن ما في بيوت إيموهاغ من مال ومواشي هي حلال ،وصاح في المليشيات الغادرة:(لك أو لأخيك أو للذئب)!!!
وهو بذلك يقصد-زوراً-وبهتاناً حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الغنم الضالة وما في حكمها أويقصد اللقِطة-ثكلثك أمك كما ثكلث أباك أموال إيموهاغ ليست لَقِطه-لاحول ولا قوة إلا بالله،وفي الحديث المذكور:
(حَدَّثَنَا ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَزِيدَ ‏ ‏مَوْلَى ‏ ‏الْمُنْبَعِثِ ‏
‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏سُئِلَ عَنْ ‏ ‏ضَالَّةِ الْغَنَمِ فَقَالَ ‏ ‏خُذْهَا فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ وَسُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الْإِبِلِ فَغَضِبَ وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ وَقَالَ مَا لَكَ وَلَهَا مَعَهَا الْحِذَاءُ وَالسِّقَاءُ تَشْرَبُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا وَسُئِلَ عَنْ اللُّقَطَةِ فَقَالَ اعْرِفْ ‏ ‏وِكَاءَهَا ‏ ‏وَعِفَاصَهَا ‏ ‏وَعَرِّفْهَا سَنَةً فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْرِفُهَا وَإِلَّا فَاخْلِطْهَا بِمَالِكَ ‏
‏،،،،،،إلى آخر الحديث ‏)


وسبحان الله، ماعلاقة هذا الحديث-يا أبو طلحة!!!- بتحليل نهب مساكن إيموهاغ في (الظهرة) وحي توكاش (كولمبيا)وأينما كانوا؟ أتحلّون لسفهائكم ما حرم الله على المسلمين-وهاهم اليوم في مجلس خزيهم يتبادلون التهم أيهم سرق وأيهم نهب وحطم حرق-(حيلهم بينهم يارب)!!!
وما سمعنا بهذا في أحكام الحرب والغنائم ولا في أحكام السلم؟
مع العلم أن ما أخذوه ليس بغنائم حرب، بل غنائم سرقة ونهب وسط التكبيرات الإخوانجية لا السلفية الحقّة! ويا ليتهم دخلوا حرباً في الأصل،ولو دخلوها ضد أبنائنا الذين نعرفهم من إيموهاغ لنالتهم الهزيمة و لرجعوا بالخسران المبين!ولا ننسى أنهم يقتحمون بيوتاً رحل أهلها أو هجروها حفظاً لكرامتهم وحياتهم وعرضهم، وإن استقووا على أحدٍ من أهلنا من إيموهاغ فعلى العزل من الشيوخ والأطفال في المدارس والنساء -ولاحول ولا قوة إلا بالله-…ولكن بشراكم يا إيموهاغ فلن نلدغ من جُحر أشبه الرجال مرتين…وليعلم من لا يعلم أن إيموهاغ وينغديمس اليوم أشد بأساً منهم بالأمس، فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، فهذه المأساة وإن أوجعت القلوب والأرواح قبل الأجساد ،فإنما هي نعمةٌ من الله سبحانه ليمحص قلوبنا أبناء أيموهاغ وليفتح عيوننا ولنقف على حقيقتنا ،ولنخرج مرضى النفوس من بين صفوفنا، ولنرجع إلى صراط ربنا المستقيم بعد أن طالت غفلتنا وغفلة أبنائنا ونسائنا،فالحمد لله الذي لا يُحمد سواه، الحمد لله الذي كشف لنا حقيقة عدونا وحقيقتنا، فهم -أي أشباه الثوار وأشباه الرجال- كانوا السباقين إلى الفجور والفسوق في هذا الصراع القبلي بيننا وبينهم والذي لن ينتهي إلا بإحقاق الحق وإبطال الباطل، ورد المظالم والإعتراف بحقيقة النزاع العنصري من طرفهم وهم واهمون إن ظنوا بأن الحرب معهم ليست بسجال، فليس إيموهاغ من ينام على ظيم، قد يطول ليل الظلم في اغدامس، وقد تغرد أسراب البوم في بيادر حقدهم، وعلى أطلال (الظهرة) قد تمر أنظارهم وهم يبتسمون ،ولكن في قرارة نفسهم يعلمون ….أن أيموهاغ لا محالة قادمون…وحينها سيكون الحساب رجلاً لرجل…إن وُجد بين أمثالهم رجل!

قد يكون قدر أبناء فوغاس أن يعيشوا بين الكلاب-أكرمكم الله-،ولكنهم لن ليكونوا ذئاباً،بل أُسوداً تُهاب…
هذا وسبحانك اللهم وبحمدك،أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق