الاثنين، 28 مايو 2012

غدامس مهد الحضارة ومنبع الرسالة!!!!


                       

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

غدامس،أو اغداميس بالتيفيناغ(لغة إيموهاغ)، التي تقع جنوب غرب طرابلس وفي المثلث بين دولتي الجزائر وتونس، موقع إستراتيجي كمنطقة عبور للقواافل التجارية والمهربين، التركيبة السكانية لمثل هذه المنطقة هي قبائل ليبية لها الخبرة في مسالة العبور من وإلى وجهتها عبر مسالك الصحراء، وتعرف هذه القبائل بالطوارق( إيموهاغ).
حيث تشهد القبائل العربية والأمازيغية الليبية الأصيلة بدور قبائل إيموهاغ في اغداميس وخبرتهم في مسالك ودروب الصحراء الوعرة والمخادعة، وحركة القوافل عبر الصحراء من اغداميس وحتى مجاهل إفريقيا ،فلا نجد الكثير ممن ينافس أبناء إيموهاغ في هذا المحال.
الموقع المميز لغدامس جعلها منطقة جذب للجماعات البشرية منذ القدم ،فلا نجد الطوارق فحسب(إيموهاغ) بل جماعات بشرية مختلطة من عدة مناطق أغلبها تونس والجزائر استقرت مع مرور الزمن وشكلت تركيبة مميزة هي خليط متنوع من السلالات البشرية ،استوطنوا ما يعرف اليوم المدينة القديمة في اغداميس وهي بنية من المساكن والأزقة والحواري تراكمت عبر الزمن لتشكل تجمع سكاني يكافح ويتكيف وسط الظروف المحيطة به.
هذا الكيان الناشئ استعان بطبيعة الحال بخدمات قبائل إيموهاغ منذ البداية فكانوا هم الذين يعبرون بتجارهم ويحمون قوافلهم لتصل إلى تنبكتوا واغاديس وتجاوزها أحياناً، حتى إنك لتجد تأثير الثقافة الإفريقية الخالصة في الخليط البشري الغدامسي، مع قليل من التأثير الأمازيغي ،والعربي(الجزائر وتونس)، ليعطي هذا التشكيلة التي تعرف عن نفسها بأنها (الغدامسيون).
فلا تجد عند هؤلا إمتداد أو كيان واضح أو تركيبة قبلية تشبه مثيلاثها في القبائل الليبية، فعلى سبيل المثال التبوا والالطوارق(إيموهاغ) لهم إمتدادت واضحة تشاد ،مالي والنيجر مثلا، وبعض قبائل المنطقة الغربية لها افرع في تونس ،وحتى الجزائر، كما أن لقبيلة إفوغاس إيموهاغ وينغديمس أمتدادات في الجزائر لا تخفى على أحد، يظل السؤال المحير أين الإمتداد الطبيعي لتشكيلة الغدامسية من السكان في المناطق المجاورة إذا كانوا هم بالفعل أُصلاء في المطقة وغيرهم هو الدخلاء على حد زعمهم؟
ثم هناك إدعاءات من هذه التركيبة السكانية المتنوعة بأنها فريدة ولا مثيل لها في المنطقة من حيث الثقافة والحضارة والتدين الذي لا مثيل له عند باقي البشر، وكأنها قادمة من كوكب آخر! فقبل مناقشة هذه الإدعاءات لا بد من اإجابة على أسئلة محيرة :

-          من أين جاءوا ؟ ولماذا لا يعترفون صراحة بأنهم خليط من أصقاع شتى ، مالعيب في ذلك؟

-          هم مرة ينتسبون للأمازيغ ومرة للعرب؟

-          لماذا هذه (الأنا) المبالغ فيها التي لا تغيب عن أحد يعاشرهم او يختلط بهم، هل هي مركب نقص من حقيقة أصولهم؟

-          عاداتهم وتقاليدهم كأنها من كل بستان زهرة، فتجد عادات من تونس والجزائر وحتى أفريقيا، وكذلك اللهجة التي يتكلمونها ليس بلغة ولا تكتب ؟

-          لماذا تجد الحقد المقدس ضد كل ما هو طارقي في غدامس؟

مؤكد أن العنصر الأصيل في الصحراء الليبية في منطقة اغداميس هم الطوارق(إيموهاغ) فهم خلاف ما يدعي المزورين كانوا في المنطقة مند القدم ،والهجوم على حضارة وثقافة إيموهاغ لحساب ثقافة أهل مدينة  الطين هو جزء من الحرب الباردة –قلب ان تسخن – بين العنصر الأصيل والدخيل.

فالتشكيلة الغدامسية دأبت منذ أن وطئت اقدامها المنطقة بطمس هوية المنطقة الأصلية وإضفاء هذا الطابع الجديد من التزوير والتلوين.

فغدامس حضارة تهميش إيموهاغ  ورسالة إلغاء الآخر .

أكثر من خدم جرثومة الغدامسية لتحتل مناطق زاسعة من ارض إيموهاغ هو القذافي ونظامه –صدق أو لا تصدق-!!

ففي العهد الملكي كانت المنطقة متصرفيتان هما غدامس وإفوغاس.

غدامس كانت لا تجاوز أسوار الطين بما يعرف بالمدينة القديمة. ومتصرفية إفوغاس باقي الأرض حتى حدود تونس والجزائر .

عندما جاء نظام القذافي زحفت التجمعات السكانية من خلف اسوار الطين وبدأت تبتلع أرض متصرفية إفوغاس بالتدريج؟ حتى جاء اليوم الذي يدعي فيه أشباه مثقفيهم أن إيموهاغ جاؤا لغدامس في السبعينات من هذا القرن ؟

لماذا هذه المحاولات المستميتة لطمس وجود أيموهاغ؟ مالخطب؟

هذا السؤال لطالما سألناه للمسنين من حكماء إيموهاغ عن سر حقد تشكيلة الغدامسية السكانية على إيموهاغ؟

للأمر علاقة بعلم الجريمة.فالمجرم العادي يكتفي بارتكابها ثم الفرار، ولكن المجرم المحترف يسعى لكمس آثار جريمته.

الشاهد: هؤلا لا يستقيم لهم الأمر بوجود إيموهاغ لأنهم هم الدليل على حقيقتهم وأصولهم وأنهم خلاف ما يدعون لا علاقة لهم بهذه الأرض بقدر العلاقة التي تربط إيموهاغ، فاسأل الجغرافيا تجيبك عن تاريخ أيموهاغ، كل المناطق والمسالك الصحراوية والآبار وحتى النقاط الحدودية المعروفة عالمياً تحمل توقيعات إيموهاغ لأنهم هم من سماها! وكونهم بدو رحل لا يعني أنهم لم يفرضوا سلطانهم بحرية في أرجاء هذه المنطقة، كيف بالله عليك يكون إيموهاغ أغراباً عن بلد سموا أرجائه وخبروها شبراً شبراً؟

لماذا قام أشباه ثوار مليشيات تشكيلة سكان اغدامس بهدم منطقة الظهرة؟

لطمس آخر دليل لوجود متصرفية إفوغاس، وهذا ما تتقنه حضارة التهميش الطينية إلغاء الآخر ،وفي ظل غياب القانون تحول المشروع إلى خطة أبادة وتصفية لوجود الآخر...وحسبنا الله ونعم الوكيل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق